قبل بداية الموسم الكروي الجديد للدوري اللبناني، إلتقت صحيفة " السبورت " الإلكترونية المدير الفني لنادي ​المبّرة​ الكابتن ​محمد الدّقة​ للإطلاع منه على تحضيرات فريقة لبطولة دوري الدرجة الثانية للموسم الكروي المقبل ٢٠٢٥/٢٠٢٤.

البداية كانت حول أسباب هجرته لبنان واللعبة قبل فترة وجيزة والذهاب إلى إفريقيا؛ يقول: سبب ذلك الأوضاع السائدة في البلد يومها وأزمة كورونا والمظاهرات والوضع المعيشي، كما أن أجواء اللعبة كانت غامضة، ولم تكن هناك بيئة سليمة لتحفيز اللاعبين، فكان قرار الهجرة سهلاً نوعاً ما، رفقة العائلة للعمل هناك إلى جانب أخوتي المؤسسين لعملهم الخاص.

وحول عودته مؤخراً إلى الوطن وتحديداً إختياره تدريب نادي المبّرة، قال: "الأمور نوعاً ما عادت أفضل مما كانت عليه، وعائلتي لم تتأقلم هناك بتاتاً وعادوا إلى لبنان بعد أشهر قليلة لمتابعة دراستهم، فلذلك فضلت العودة أيضاً للبقاء بجانبهم"..

أما بالنسبة لإختياري نادي المبّرة فاضاف: " تربطني صداقة متينة بالإدارة الحالية للنادي، لديهم مشروع واضح، علماً أنهم لم يوفقوا الموسم الماضي، فكان التواصل بيننا ودرسنا الخطوات ووقعنا العقد للبدء بعملنا".

أما عن فرق المستوى بين الدرجة الأولى والثانية أكد الدقة أن الدرجة الممتازة بالطبع أعلى من الناحية التسويقية المادية والإعلامية، عدد الجمهور وعدد الأجانب، ولكن كما في الأولى تتنافس ثلاث أو أربع فرق، الشيء نفسه ينطبق في الدرجة الثانية.. بطولة ليست بالسهلة أبداً.

وحول إذا ما كان تلقى عروضاً من الدرجة الأولى قبل أن يوّقع للمبّرة، يقول نعم تلقيت عدة عروض عندما كنت متواجداً في إفريقيا ولكن الآن بعد غياب أربع سنوات وقعت للمبّرة وسعيد جداً بالقرار الذي إتخدته ونأمل أن نوفق في مشروعنا.

تابعنا الحوار مع كابتن الدقة، ولدى سؤاله عن سعادته بخطف توقيع المخضرم زين طحان لفريقه اردف: " تربطني به علاقة أخوية عائلية ورياضية أيضاً، ومستغرب جداً أن لاعب مثله لم يلقى عرضاً مناسباً يليق بإسمه وتاريخه من أحد نوادي الدرجة الأولى، بعدما كان الموسم الماضي أحد أبرز لاعبي فريق البرج في مراحل السداسية.. وبالطبع توقيعه معنا إضافة كبيرة، شأنه شأن باقي المخضرمين الذين وقعوا معنا في مقدمتهم الهدّاف وسيم عبد الهادي، حسين ابراهيم، أحمد تكتوك.. هؤلاء مجتمعين سيشكلون إضافة كبيرة لمساعي فريقنا بالعودة إلى الدرجة الأولى".

أمّا فيما يتعلق بواقع كرة القدم اللبنانية، يقول الدقة: "واقع اللعبة صعب صعب جداً، فهي تحتاج للتسويق والإحتضان من قبل الدولة لكي ننافس باقي دول المنطقة والجوار، وزارة الشباب والرياضة لدينا هامشية، وإذا لم يوجد الحل لن يستطيع الإتحاد منفرداً مجاراة باقي الإتحادات.. نحتاج للمنشأت الرياضية والإهتمام أكثر بموضوع المغتربين للإستفادة منهم قدر الإمكان برفقة المنتخب الوطني".

بالنسبة لنظام بطولة الدوري وعدد الأجانب تابع:" ما من أحد راضٍ ولست هنا بصدد الدفاع عن الإتحاد وقراراته، ولكن إذا إستمر كل نادٍ بطرح صيغة تخدم مصالحه فلن نصل إلى نتيجة.. يجب أن تتوافق الأندية فيما بينها على صيغة واحدة تخدمهم مصالحهم ومصلحة اللعبة واللاعبين والمدربين في آنٍ واحد".

وعن إستمراره مع المبّرة لو نجح بالصعود بهم إلى الدرجة الأولى أكد أنّه من المبكر الحديث عن هذا الأمر، وقال سنلقى منافسة قوية هذا الموسم خاصة في مرحلة الذهاب من جميع الفرق، هناك عثرات ومطبّات سوف نواجهها وسيبقى هدفنا العودة لدوري الأضواء، من بعدها سنرى ظروف الإدارة واللاعبين، فنحن في لبنان نعيش" يوم بيوم " على كافة الأصعد.

وحول رأيه الشخصي ومقترحاته للنهوض مجدداً بكرة القدم اللبنانية قال: "نحتاج إلى ثورة حقيقية، ورشة عمل وتواصل بين الإتحاد والأندية، يجب أن تتوافر لدينا كل عوامل النجاج من رابطة مدربين، مستشارين، تسويق للعبة وكل هذا يجب أن يتم تحت مظلة ​الإتحاد اللبناني لكرة القدم​ وإلاَّ فإن اللعبة ذاهبة إلى مكان أخطر مما نحن عليه اليوم.

وعن رأيه إذا ما كان يشجع المدرب الوطني للمنتخب اردف: "نعم طبعاً نحن مع المدرب اللبناني، قلّة من المدربين الأجانب قدّموا الإضافة لكرة القدم المحلية بإستثناء البعض أمثال تيو بوكير الذي تعرّف على بيئة لبنان من خلال إقامته هنا، أمّا غير ذلك فلم يفلح أحد بتقديم إضافة تذكر، و على سبيل المثل المدرب الهولندي رفيع المستوى الذي إستقدمه نادي الصفاء الموسم الماضي الذي لم يستمر إلّا لشهر واحد نظراً لفارق الإمكانات والمنشآت وعدم قدرته على تطبيق أفكاره في ظل الواقع الذي نعيشه".

في الختام توجه الدقة بالشكر لصحيفة "السبورت" الإلكترونية مؤكداً أنهم دائماً بجانب الإعلام مدركاً مدى الصعوبات والتحدّيات التي نواجهها، متمنياً أن تتحسن ظروف البلد و يعّم السلام والأمن والطمأنينة.